حقوق الانسان و القيم الدينية و الثقافية و الاجتماعية

لقد نشأ المجتمع المدني و جزء منه حركة حقوق الانسان ليعوض الدور المفتقد للحكومات في تقديم الخدمات للمواطنين أو الدفاع عن مصالحهم و حقوقهم عندما يتم الافتراء عليها.
و منظمات حقوق الانسان مثلها مثل النقابات و الاحزاب و الجمعيات الخيرية جاءت لتلبي احتياجا انسانيا و سياسيا فهي ليست بديلا عن الاديان و لافي  صراع معه .
كما أنه لمن الخطأ التعامل مع حقوق الانسان على أنها منتج خاص بثقافة واحدة و كما يشاع بأنها (صنيعة المجتمعات الاوربية و الامريكية) بل هي نتاج البشر و منذ القدم للاستجابة لما تحتاجه النفوس الانسانية الحرة و ما تبغيه من قيم الحرية و العدل و الامان , حيث بشر المبشرون و ناقش الفلاسفة و ناضل المناضلون من أجل الانسانية .
ان حقوق الانسان هي قيم انسانية تعني البشر جميعا , و من المجحف ان نعتبرها مؤامرة ضد الاديان , لانها على العكس نمت كتراث انساني يدافع عن حق التدين و حرية الاعتقاد بغض النظر عن جنس و دين و لون و مكان , حيث لا دين او عقيدة تختلف مع حقوق الانسان حين ترفض التعذيب او الحق من محاكمة عادلة أو الحفاظ على البيئة أو أختيار عقيدته و أفكاره و حرية حياته الخاصة و غير ذلك من الحقوق .
ان المبدأ الاسمى لحقوق الانسان هو حرية الفكر و الوجدان و كما تحمي حقوق الانسان حرية الدين فأنها بالضرورة تحمي المواطن الانسان من الاضطهاد و الاستعباد و التمييز بأسم الدين , و ان حقوق الانسان تصون الدين اذ تجعله بمنأى عن مهاترات الفكر و السياسة .

                بقلم
               الاستاذة الدكتورة
               منى طالب ثابت البدري
              جامعة بغداد
                كلية التربية الرياضية للبنات

Comments are disabled.