التداعيات السياسية وتأثيرها على الجانب الرياضي

أ.م.د.أشراق غالب عودة

مدخل عن التداعيات السياسية في العراق :-
أن الاحتلال وما يترتب علية من تداعيات كارثية يشكل الركن الأساسي في عملية انهيار المجتمعات ووقوعها  في فوضى تقود الى سلوك هدام يهدم القيم الاجتماعية بمختلف أشكالها ومسمياتها ويثمر عن ذلك تحول المجتمعات الواقعة تحت الاحتلال الى مجتمعات عاجزة عن القيام بطرح مبادرات وقيادة التحولات ،ركيكة في بنيتها مفككه في تشكيلاتها لا تمتلك أطرا تعبر فيها عن تطلعاتها وطموحاتها وأمالها فاقدة لأي استراتيجية لترتيب علاقاتها بالدول او نقل مطالبها للسلطة ،مجتمعات تترسخ فيها البنية التسلطية وتتعطل فيها الثقافات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الحديثة وكل ما يمكن ان يضعها في المسار الطبيعي للحضارة الإنسانية .
أن من أعظم النتائج المأساوية التي تتعرض لها البلدان المحتلة هي تكون مجتمعات ضعيفة وهشة تنحل فيها البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية فالاحتلال يمهد لاحتلاله بإيجاد هذه الظواهر الهدامة ثم يعمل بعد دخول الاحتلال حيز التنفيذ على تعزيزها والعمل على ترسيخها وصولاً الى تدمير كل ما تبقى من إمكانات المجتمعات المستهدفة وانتهاء بالضربة القاصمة التي يوجهها لمجتمع البلد المحتل والمتمثلة في تدمير وتمزيق الهوية الوطنية بالكامل والتي هي بداية الانهيار الشامل للمنظومة القيمية للمجتمع.
لقد كان الاحتلال الأمريكي والذي يعد صورة بشعه ومروعه لعمل منظم من دولة محتله هي القطب الأقوى في العالم في كل شيء تجاه بلد وشعب يمتلك أرثاً حضارياً يمتد لألاف السنين في عمق الزمن كان هدفه الرئيسي هو تحطيم المنظومة القيمية المتكاملة للمجتمع العراقي وتدميرها باعتبار جزءا أساسياً من عملية الرفض التاريخية لكل معطيات ومفاهيم التسلط والاستعمار وسلب حقوق الشعوب العربية الإسلامية .

ماهي العلاقة بين السياسية والرياضة 
تعد الرياضة واحدة من أهم المظاهر الحركة التي يهتم بها الأنسان ويشجع عليها المجتمع منذ بدأ الخليقة واستعملت الرياضة لتحقيق أغراض متعددة لا ظهار القوة والحماية الشخصية كون الحياة كانت تعتمد على القوة البدنية والأقوياء هم الذين يمثلون المناصب العليا في الجيش والمقربين الى الملك.
وتعرف الرياضة بأنها عبارة عن أنواعا مختلفة من النشاطات الرياضية التي تهتم بجميع الأفراد من حيث جنسهم وميولهم واحتياجاتهم واعمارهم .
اما السياسة والسلطة فهي “القدرة على التحكم في الفعل والتفكير وميول الأفراد “وهذا يعني أنن الرياضة كتنظيم وجهاز أداري اولاً يجب أن يخضع لنظام وسلطه وقوة الدولة ولأيمكن تحقيق أغراضها بمعزل عن الأحداث السياسية التي تمرر بها الدولة .
أن التطور العلمي والاجتماعية والصحي وتطور العادات والتقاليد عوامل أساسية في تطور الرياضة والأنجاز فالعلاقة بين الرياضة والسياسة لا يمكن الفصل بينهما كونها علاقة تبادلية لبلد ما على المستوى الداخلي والخارجي .
فعلى المستوى الداخلي نجد توازناً في قوة العلاقة بين الرياضة والسياسة اي أن قوة التأثير للرياضة على سياسة الدولة الداخلية يقابلها نفس قوة التأثير السياسة ورجال الحكم على دفع مسيرة الحركة الرياضة الى الأمام والقيام بأطهار تسهيلات مادية ومعنويه لتنفيذ المشاريع الرياضية وخير مثال على ذلك المنشأة الرياضية التي أقيمت في أتلانيا 1994ومونديال أمريكا ومونديال فرنسا 1998.
اما على المستوى الخارجي الدولي نجد أن الدولة تستخدم الرياضة كوسيلة لتحقيق بعض أهدافها كتحسين العلاقات بين الدول كما حدث في اوغندا وغانا اذ أعترف السياسيون باستقلالها بعدما عرفوا دور الرياضة الهام في التقدم القومي والرفاهية العامة للمواطنين .

ويقول عويس “بأنه يوجد استثناء قوي وعامل هام لتضامن المجتمع وهي (الرياضة)أداة ناجحة لكسر الحواجز الاجتماعية الموجودة في المجتمع سواء كانت دينية او عنصرية ولهذا أصبحت الرياضة من العوامل المهمة المعترف بها للتقدم والرقي”.
أن المفاهيم الفلسفية التي نشأة عليها الرياضة والحركة الأولمبية وبين السياسة العامة في تلك الحقبة من الزمن .فمنذ عام 1370 ق.م أقام بيلوسين حاكم شبه جزيره بيلويونيز كما تقول الأسطورةاحتفالات أولمبية في مدنية اولمبيا .حيث كان هناك شرطان مهمان لأقامه تلك الألعاب ويمثلان جوهر الفلسفةالأولمبية والرياضة الأول :كان عقد السلام مع ملك أسبرطه والثاني :تقديم الذبائح تخليداً للآلههركليس.

مدخل عن الربيع العربي
الثورات العربية او الربيع العربي او ثورات الربيع العربي في الأعلام هي حركات احتجاجية سلمية ضخمة انطلقت في بعض البلدان العربية خلال أواخر عام 2010 ومطلع 2011متأثرة بالثورة التونسية التي اندلعت جراء أحراق محمد البوعزيزي نفسة ونجحت في الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي وكان أسبابها الأساسية أنتشار الفساد والركود الاقتصادي وسوء الأحوال المعيشية أضافة الى التضييق السياسي والأمني وعدم نزاهة الانتخابات في معظم البلاد العربية .ولازالت هذه الحركة مستمرة حتى هذه اللحظة .نجحت الثورات بالإطاحة بأربعة أنظمة حتى الأن فبعد الثورة التونسية نجحت ثورة 25يناير المصرية بأسقاط الرئيس السابق محمد حسني مبارك ثم ثورة 17 فبراير الليبية بقتل معمر القذافي وأسقاط نظامه فالثورة اليمنية التي أجبرت علي عبد الله صالح على التنحي.
وأما الحركات الاحتجاجية فقد بلغت جميع أنحاء الوطن العربي وكانت أكبرها هي حركة الاحتجاجات في سوريا .تميزت هذه الثورات بظهور هتاف عربي أصبح شهيراً في كل الدول العربية وهو :”الشعب يريد أسقاط النظام”.

واقع الساحة الرياضية بعد الاحتلال الأمريكي :-
لقت الرياضة ضربة موجعه في اختطاف أحمد عبد الغفور السامرائي رئيس اللجنة الأولمبية وأمينها العام الدكتور عامر جبار وجمال عبد الكريم عضو المكتب التنفيذي وصائب صادق الحكيم وعدد أخر من أعضاء اللجنة فضلاً عن عدد كبير من حراس رئيس اللجنة الأولمبية وذلك أثناء اجتماع كانت تقيمه اللجنة الأولمبية في المركز الثقافي النفطي في وسط العاصمة العراقية بغداد ، أذ أشارت الأنباء الى أن مجموعة مسلحة ترتدي ملابس القوات الأمنية الحكومية قامت باقتحام المبنى واطلقت عيارات نارية بشكل عشوائي أدت الى أصابه عدد من الحاضرين.
أهل الرياضة من الشرائح المهمة في هذا الشعب ،بل هي الشريحة التي أكدت في أكثر من مناسبة أنها الشريحة الأمثل والأنقى بين صفوف هذا الشعب ،أذ أنها أكدت على خلو ساحتها من كل الشوائب والأمراض الطائفية والعرقية التي تحاول تفرقة وتمزيق العراق.
لم ينتبه الإرهابيون الى هذه الحقيقة الأفي الأونه الأخيرة لذا بدأت رصاصاتهم للأسف تخترق هذا الجسد الطاهر والنقي بعد أن تمكنت رصاصات الغدر من قتل لاعب المنتخب الأولمبي منار مظفر في ملعب الزوراء أثناء التدريب ومن ثم تمكنت رصاصات الغدر نفسها من قتل عضو الهيئةالإدارية لنادي الميناء البصري ولاعب منتخب العراق السابق نزار عبد الزهرة أمام داره في مدينة البصرة ،وقامت العصابات المجرمة باختطاف منتخب التايكوندو للناشئين في مدينة من مدن محافظة الأنبار الذي كان في طريقه الى الأردن لتمثيل العراق في بطولة دولية ،وقتلت مدرب المنتخب الوطني العراقي للتنس وأثنين من اللاعبين في بغداد وقتلت المذيع الرياضي الشاب علي جعفر الذي يعمل في قناة العراقية الرياضية ويبدو أنها أي العصابات الإرهابية وجدت أن جميع الجرائم لم تزعزع أهل الرياضة لمواصلة مشوارهم النبيل ،لذا قررت ارتكاب جريمتهم الأخيرة وهي محاولة منهم لاختطاف الرياضة العراقية عبر اختطاف رئيس اللجنة الأولمبية والعديد من قياداتها معتقدين أن عجلة الرياضة العراقية ستتوقف متناسين أن العراقيين عموما ومنهم أهل الرياضة قرروا مواصلة الحياة بالرغم من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والانتحاريين وبالرغم من استهدافهم في الشوارع والمطاعم والجامعات والحسينيات والأسواق الشعبية ومحطات نقل الركاب والمدارس والجوامع والحسينيات والكنائس وبالرغم من معرفتهم أن العدو يستهدفهم هم بالذات دون غيرهم يستهدف مواصلة استمرارهم الحياة وأصرارهم بناء العراق الجديد.
بفعلتهم الإجرامية هذه يحاول الإرهابيون أيقاف عجلة الرياضة العراقية التي أنتشلها السامرائي وعامر جبار وغيرهما من أعضاء اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية وأوصلوها الى تحقيق الإنجازات الرياضية بالرغم من كل الظروف الصعبة التي تحيط بها العراق بل أنهم جعلوا الرياضة راية سلام ومحبة حقيقية تحافظ على وحدة العراق بل أنهم جعلوا الرياضة راية سلام ومحبة حقيقية تحافظ على وحدة العراق لذا نعتقد أنه لابد من مواصلة مسيرتها.

الأندية الوهمية بعد الاحتلال الأمريكي للعراق:-
ظهرت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 العديد من الأندية الوهمية التي تبلغ المئات في مختلف محافظات العراق وتتكون هذه الأندية من هيئة أداريه فقط، ولايوجد لديها نشاطات رياضية تذكر ،خصوصاً انها تستلم منحا مالية من وزارة الشباب والرياضة مما يجعل هذا الفعل يقع ضمن الفساد المالي والأداري.
 وقال وكيل وزارة الشباب والرياضة عصام الديوان للجزيرة نت ان وزارة الشباب والرياضة جادة في القضاء على هذه الأندية لما لها من تأثير سلبي على الرياضة العراقية بصورة عامة ،فالكثير من الأندية الوهمية تم الغاؤها ،بينما بقيت الأندية التي لديها نشاطات رياضية ضعيفة وتم تغيير تسميتها الى الملتقى الرياضي .
ويضيف أنه في حال تحسن نشاط الملتقى الرياضي من خلال شموله للألعاب الرياضية الأخرى وتنطبق عليه مواصفات النادي وفق الضوابط الموجودة في وزارة الشباب والرياضة فأنه يتم تغيير تسميته الى نادٍ منوهاً بأن وزارة الشباب والرياضة استطاعت القضاء على الأندية الوهمية من خلال لجان شكلتها بالتعاون مع دائرتي المفتش العام والقانونية .
ويوضح أن سبب ظهور هذه الأندية مادي بحت فهم يستغلون المنح المالية التي تعطيها وزارة الشباب والرياضة للأندية وكذلك مجالس المحافظات مبيناً أنهم استغلوا الفترة التي أرادت وزارة الشباب والرياضة توسيع هذا الجانب وأساؤوا التصرف فتجاوزوا على حقوق الأخرين لعدم وجود عقوبات تطال رؤساء هذه الأندية لأنها مؤسسات مدنية .
ان وزارة الشباب والرياضة جادة في القضاء على هذه الأندية لما لها من تأثير سلبي على الرياضة العراقية ومن جهته قال رئيس نادي الطلبة علاء كاظم هناك الكثير من الأندية الوهمية التي انتشرت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ، ولم تتوفر فيها الشروط اللازمة لتأسيسها ،ألا أن وزارة الشباب والرياضة هي المسؤولة عن هذا الملف ومعالجته من خلال الغائها ومعاقبة جميع مؤسسيها وفق مبدأ الثواب والعقاب .
ويؤكد أن هذه الأندية تتجاوز على حقوق الأخرين من خلال أعطائهم المنح المالية وهم لا يمتلكون شرطا واحدا من شروط تأسيس الأندية ، وهي البنية التحتية والنشاطات الرياضية والتخطيط بعيد الأمد ،داعياً وزارة الشباب والرياضة الى القضاء عليها وأعطاء المنح المالية التي تصرف لهم للأندية غير المرتبطة بالمؤسسات من أجل انقاذها من الواقع الذي تعيش فيه. 

Comments are disabled.