الأستاذ الدكتورة فاطمة عبد مالح

عميد كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات جامعة بغداد

 

    بجانب التطور الكبير وتزايد التركيز على الإنجازات العالية في الوقت الحالي فان الرياضة النسوية أصبحت تحتل مكانة عالية في المنافسات الحديثة, وأصبحت مثبتة ليس بتطور أرقام العديد من الفعاليات، ولكن اتساع البرنامج الأولمبي للنساء , فقد دخلت الكثير من الألعاب إلى حد نتائج سباقات المسافات الطويلة حتى الماراثون, ورفع الأثقال ولبعض النساء نتائج أفضل من العديد من الرجال وقد تكون هذه حالات فردية ألا أن هذا التطور لا يمكن أن نعتبره مجرد صدفة ،كما أن دخول المرأة فعاليات التحمل والقوة والاعتماد على مبدأ  زيادة الأحمال التدريبية للمراءة سوف يحقق نتائج أفضل مستقبلاً.

     ولكي تتطور رياضة المرأة علينا أن نستفاد من تجارب العالم، حيث عملت مختلف الدول المتقدمة على استحداث برامج تسمى برامج الرياضة للجميع ,وإن اختلفت التسميات والشعارات باختلاف هذه الدول ففي معظم الدول الأوربية كسويسرا مثلاً وضعوا أنظمة لممارسة الرياضة للجميع وملائمتها لكافة المواطنين بالمساعدة المالية من قبل الدولة وبمساعدة من شركات التأمين لتغطية احتياجات هذه البرامج والتي تشجع الناس على ممارستها ،وفي الأماكن الخارجية وفي الهواء الطلق .

    ومن خلال الاطلاع على تجارب إنجازات ألمانيا كأحد الدول الصغيرة ذات الإنجازات الكبيرة فقد بدأ العمل بمجموعات كبيرة من المدرسة والأندية الرياضية وكذلك المصانع والمنظمات الاجتماعية والمجتمعات السكنية أدت إلى أداء ممتاز لرياضيات ألمانيا في  المنافسات العالمية الكبيرة التي أثبتت المرأة الرياضية الألمانية مستوى عالٍ من الكفاءة الجسمية .

    وانطلاقا مما تقدم فإن عراقنا لم يترك رياضة المرأة وبعد الكثير من النقاشات والندوات والبحوث التي خرجت  بقرارات ومقترحات عديدة منها قرار اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية عام 1992 بتأسيس أندية خاصة بالفتيات في جميع محافظات القطر وبعدها صدر القرار بتشكيل اتحاد الرياضة النسوية المركزي  ومن مهامه تطوير الرياضة النسوية في عراقنا الحبيب.

     وبعد اكتمال تلك التجربة وتأسيس 13 نادي رياضي نسوي (انديه الفتاة) في محافظات القطر وبالرغم من أن التجربة جنت ثمارها وضمت أندية المحافظات الكثير من الرياضيات اللاتي يفضلن العمل مع النساء في أندية خاصة، ولكن حقل العمل فرز الكثير من المعوقات في العمل والتدريب والتخطيط وهذا أثر على مستواها مقارنة بالمستوى الدولي,  إذ أن تلك الأندية مشكلتها تكمن في عدم وجود مقرات خاصة بها ومن المتعارف عليه أن تأسيس أي نادي رياضي يشترط ان يتوفر مقر خاص به وهيئة إدارية تديره ألا ان الاستثناء الذي حصل لأندية الفتاة (ان يكون التأسيس غير مشروط بوجود مقر) واعتقد المسؤولون ان هذا يتحقق لاحقا بعد التأسيس الا ان تلك الاندية بقيت تعاني من عدم وجود مقرات وهذا ما يضعف عملها فبالرغم من حركة رئيسات الأندية في المحافظات ألا انه لا مجيب لدعواتهن بالرغم من مضى على تأسيس الأندية اكثر من (10) سنوات. الانها تلاشت عام 2002 بسبب عدم وجود مقرات خاص بها  او توفر الدعم المادي.

 ماهي متطلبات الارتقاء بالرياضة النسوية؟

  أن إمكانية تطوير الرياضة النسوية… يمثل طموحاً كبيراً بوجود عوامل مساعدة على جعل الرياضة العراقية متطورة فتطوير الرياضة العراقية النسوية ليس مجرد كلمات أو حبر على ورق وأنماء طموح كبير. لأن المرأة تمثل نصف المجتمع… ومتى ما وجدنا مجتمعاً لديه رفاهية واستقرار وتوافق الاجتماعي سنجد رياضة نسوية متطورة

   اذ نجد في العراق رياضيات موهوبات لكن ليس هناك اكتشاف لهن أو دعم سواء مادي أو معنوي ,ووسائل النقل من ابسط الأمور لم تتوفر لهن .

   وان تطوير الرياضة النسوية يبدأ من المدرسة ودرس الرياضة  فإذا لم توجد مثل هذه الأسس لن نستطيع أن نطور الرياضة، فعماد أي نوع من الرياضة يبدأ من المدرسة ,وإما الحلول التي يمكن أن تجعل من المرأة رياضية  تأتي عن طريق تهيئة مستلزمات رياضية ، دورات تدريبية، منح رياضية ، الاهتمام بالرياضة المدرسية وتشجيع ممارسة المرأة  للرياضة.

اذ نجد في مدارسنا قاعدة نسوية وفقا للمواصفات البدنية والمهارية والعقلية والنفسية وتوفر الرغبة والموهبة وهذا يتناسب مع متطلبات الوصول إلى رياضة المستويات العليا وتحقيق الانجازالعالي، اذ ان للموهبة والرغبة والإمكانيات البدنية والجسمية أهمية بالغة في الوصول إلى الإنجازات العالية.

 كما ان خريجات التربية البدنية وعلوم الرياضة في عموم العراق كمدربات مواكبات للتطورات العلمية والإنجازات الرياضية و التمتع بالشخصية القيادية والتربوية تمكنهن من تولى مهام التدريب بكفاءة لذلك لم تعد عائق أمام النهوض بالرياضة النسوية .

اما اهم أسباب عدم تطور الرياضة النسوية نجده في قلة الإمكانيات والتجهيزات التي عائقا امام التطور والنهوض بالرياضة النسوية في العراق , لعدم توفر القاعات الخاصة بالنساء وقلة التجهيزات وعدم توفر سيارات نقل ورواتب شهرية حال دون الانتظام والاستمرار بالتدريب.

كما ان التخطيط للتدريب في الأعداد الرياضي لم يكن عائقا أمام المتطلبات التدريبية للنهوض بالرياضة النسوية، اذ نجد هنالك تخطيط وفق الإمكانيات والفروق الفردية. لكن عدم توافقه في التخطيط مع مواعيد البطولات والمعسكرات والتهيئة قبل البطولات والتغيرات المستمرة وعدم الاستقرار والثبات في توقيتات البطولات جعل تخطيط التدريب لأعداد اللاعبه لا يتناسب مع التخطيط الإداري وبالتالي اختلاف أوقات وصول اللاعبات إلى الفورمة خلال الموعد المحدد.

 فضلا عن عدم توفير الأمان الاجتماعي والضمان الصحي والمعيشي والوظيفي والدراسي للاعبات جعل نسبة العزوف عن الرياضة تزداد نسبيا.

لذا نقترح بدعم الرياضة النسوية في العراق من خلال الدعم المادي ببناء منشئات خاصة للنساء وتعزيز مشاركتها في الأنشطة الرياضية من خلال زيادة الوعي الرياضي لدى الجميع بأهمية ممارسة المرأة العراقية للرياضة. ورفع المستوى الفني والإداري للنشاط النسائي في العراق في حدود الخطة العامة للجنة الأولمبية العراقية والدولية. مع إيجاد قنوات اتصال مع الهيئات والمؤسسات الرياضية المحلية والخارجية لتطوير الرياضة النسوية العراقية و تبادل الخبرات والمعلومات ودعم سبل التعاون مع الجهات المهتمة بتطوير الرياضة النسوية , مساعدة الهيئات الرياضية المعنية بشؤون الرياضة النسوية بالدولة لأداء رسالتها وإزالة العقبات التي تقف أمام عملها. الاهتمام بدرس الرياضة المدرسة كونه النواة الأولى لزيادة قاعدة الرياضة النسوية مع الاستمرار بتجربة المدارس التخصصية للموهبة الرياضة في عراقنا الحبيب.

Comments are disabled.