استضافت شعبة ضمان الجودة وتقويم الأداء في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات بجامعة بغداد، برعاية عميدتها ا.د.فاطمة عبد مالح، وبإشراف مسؤولتها م.د. سرى أحمد صالح، مجموعة من الأكاديميين من الجامعة المستنصرية، كل من ا.د. منتهى عبد الزهرة وم.م.صفاء عبد الحسين وم.م. عباس رحمة زاير، لإقامة ندوة علمية بعنوان (دور المؤسسات الجامعية في توجيه وتوعية الطلبة عن المحتوى الهابط وتجنب مساوئه).
تناولت الندوة موضوع المحتوى الهابط، حيث عرّف المحاضرون هذا المفهوم بأنه يشمل أي مادة إعلامية أو رقمية تفتقر إلى الجودة وتعتمد على الإثارة والعناوين المضللة لجذب المشاهدات والتفاعل دون تقديم قيمة معرفية أو فكرية، وأوضحوا أن هذا النوع من المحتوى قد يتمثل في الأخبار الكاذبة أو المضللة، التنمر الإلكتروني، التشهير، التطرف الرقمي، المحتوى الترفيهي المبتذل الذي يفتقر إلى الذوق الرفيع، مقاطع الفيديو المثيرة للجدل أو الاستفزازية، والمنشورات التي تحرض على الكراهية أو تستخدم لغة لا تليق بالمعايير الأخلاقية.
كما ناقش المحاضرون أسباب انتشار المحتوى الهابط، مشيرين إلى عدة عوامل منها: السعي لتحقيق الأرباح من خلال المشاهدات، حيث يعتمد كثير من صناع المحتوى على الإعلانات الرقمية، مما يدفعهم لتقديم محتوى مثير للجدل لجذب أكبر عدد من المتابعين، بالإضافة إلى سهولة النشر والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح لأي فرد إمكانية نشر المحتوى بشكل سريع وانتشاره على نطاق واسع، وأشاروا أيضاً إلى ضعف الثقافة الإعلامية لدى الجمهور، الأمر الذي يؤدي إلى تصديق وترويج المحتوى الهابط دون التحقق من صحته،كما ذكروا أن الاهتمام بالترفيه السريع والخفيف على حساب المحتويات العميقة والمفيدة يعزز الطلب على هذا النوع من المواد السطحية.
ونوه المحاضرون بالآثار السلبية للمحتوى الهابط على المجتمع، ومن أبرزها تشويه القيم الثقافية والأخلاقية، لا سيما بين الشباب والمراهقين. كما يسهم في نشر الأخبار الكاذبة وغير الموثوقة، مما يؤدي إلى تضليل الرأي العام وانتشار الفوضى المعلوماتية. إضافة إلى تقليل مستوى الذوق العام، الأمر الذي ينعكس سلباً على جودة الإنتاج الثقافي والمجتمعي.
في ختام الندوة، قدمت عميدة الكلية الدكتورة فاطمة عبد مالح كتب شكر وتقدير للمحاضرين تقديراً لجهودهم في إقامة هذه الفعالية التوعوية، التي تكتسب أهمية خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ودورها الكبير في تشكيل وعي المجتمع واستخدامها بما يخدم الصالح العام.
تأتي هذه الندوة في إطار تحقيق بعض أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف الرابع المتعلق بالتعليم الجيد والهدف السابع عشر المعني بعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.