للمسنّ مكانة متميزة في المجتمع العراقي ، فهو يتعامل معه بكل توقير واحترام ، يحدوه في ذلك
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً)[الإسراء:23].
وقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا)
أبدأ موضوعي بهذه الاية الكريمة من سورة الاسراء .

لو تأملنا قليلا في كلمات هذه الاية الكريمة لعرفنا معناها حرفاً حرفاً ولكن من يعتبر كثيرمنا شاهد في هذه الفترة كثيراً من العقوق للوالدين
منهم من يضعهم في دار للعجزة ارضاءً لزوجته / لزوجها كثيرمن يهملهم حتى يموتوا من قهرهم على ما أصابهم من اولادهم
قرن الله حق الوالدين والإحسان إليهما بعبادته سبحانه وتعالى, كما قرن شكرهما بشكره؛ لأنه الخالق وحده، وقد جعل الوالدين السبب الظاهر في وجود الولد، وهذا يدل على شدة تأكد حقهما والإحسان إليهما: قولاً, وفعلاً؛ لأن لهما من المحبة للولد والإحسان إليه في حال صغره وضعفه ما يقتضي تأكد الحق ووجوب البر، وتحريم أدنى مراتب الأذى: وهو التضجر أو التأفف من خدمتهما،لقد أوصى الله بالوالدين خيراً ، وأمر ببرِّهما وجعل الإحسان إليهما قرين عبادته ، قال تعالى : كما جعل شكره قريناً لشكر الوالدين ، قال تعالى : { وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَاُلُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } [ لقمان : 14 ] ، وفي جعل الشكر لهما مقترناً بالشكر لله دلالة على أن حقَّهما من أعظم الحقوق على الولد وأكبرها وأشدها  وعكس ذلك فقد جعل الشرك قرين العقوق لهما ، فلقد روى أنس – رضي الله عنه – أن الكبائر ذُكرت عند رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فقال :
(( الشرك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين …))  يقول الإمام الرِّضا عليه السلام : «برّ الوالدين واجب وإنْ كانا مشركين، ولا طاعة لهما في معصية الخالق» ولم يكتف الإمام الرِّضا عليه السلام بتبيان الحكم الشرعي بل كشف عن الحكمة من وراء هذا التحريم بقوله : «حرّم الله عقوق الوالدين لما فيه من الخروج من التّوفيق لطاعة الله عزّ وجلّ ، والتّوقير للوالدين ، وتجنّب كفر النّعمة ، وإبطال الشكر ، وما يدعو من ذلك إلى قلّة النّسل وانقطاعه ، لما في العقوق من قلّة توقير الوالدين ، والعرفان بحقّهما ، وقطع الأرحام ، والزّهد من الوالدين في الولد ، وترك التّربية بعلّة ترك الولد برّهما .

قامت كلية التربية الرياضية للبنات متمثلة بعمادتها والهيئة التدريسية وطالبات من المرحلة الثانية بزيارة إلى دورالدولة الاجتماعية منها دار المسنين بتاريخ 3-  نيسان – عام 2013 لأنها جزء من نشاطات الكلية التي تقوم بها وباشراف الدكتورة منى طالب البدري وبرفقة عدد من الأساتذة في الكلية
وكان عدد المسنين 90 في الدار منهم 46 امرأة و44  رجل كما وجدنا حالات زواج في الدار عائلة واحدة و كان أكثر المسنين  من حملة الشهادات العليا اطباء ومدرسين وضباط  ولا يجيدون القراءة والكتابة إلا القليل منهم وأيضا يتقاضون رواتبا شهرية قدرها ستون ألف دينار وأيضا قال لنا مسؤول الدارعن شروط القبول و هي ان يقبل المسن بعمر 60 سنة للذكور و55 سنة للإناث الشرط الأخر ان يكون خالي من الأمراض السارية والمعدية ان لا يكون لدى المسن أولاد هناك بعض الحالات الإنسانية يقبل المسن وتقوم الدار بتوفير الرعاية الطبية البسيطة جدا وذلك لعدم وجود كادر متخصص من قبل وزارة الصحة للنزلاء والذي يفترض ان يقوم بزيارة من مركز صحي قريب مرتين في الاسبوع إلى الدار من اجل متابعة المرضى والكشف عليهم ، وصرف العلاج اللازم ، والإشراف عليهم  والمتابعة الصحية لمرافق الدار وأماكن النوم ومحتوياتها . وتقرير أنواع الأغذية المناسبة لحالات العجزة والمرضى  ومتابعة النظافة الشخصية كما يجب توفير سيارة إسعاف من اجل نقل الحالات الصعبة إلى المستشفى فضلا عن وجود معاون طبي دائمي في الدار.



Comments are disabled.