اراملنا .. ايتامنا .. تحت خط الحقوق..

لقد ارسى الاسلام قواعد التعامل مع اليتامى والارامل والمساكين وحث على الاحسان اليهم والسعي عليهم, فهؤلاء من الذين اوصى الله تعالى بهم بعد توحيده والامر بالبر بالوالدين وبصلة الرحم وذلك في اياته الكريمة من سورة النساء (اية 36) وقد جمعت حقوق (الله تعالى على الخلق) .

بسم الله الرحمن الرحيم

” واعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وماملكت ايمانكم, ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا”

و هنا دلالة كبيرة على ان لكفالة اليتيم والاحسان اليه والسعي على الارامل فضلا كبيرا وعظيما, والله تعالى يقول في سورة آل عمران }يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضرا { .

ان اليتيم هو من مات ابوه و هو لم يبلغ .. مات ابوه الذي كان يرعاه بنفسه وماله, ويحبه من اعماق قلبه, ويؤثر مصلحته على مصلحة نفسه . والذي يتعهد اليتيم ويؤدبه ويلاحظه ويهذب نفسه ويحنو عليه وتطمئن قلوب اقاربه اذا راوه, هذا الذي يتعامل مع اليتيم على هذا النحو حري بمرتبة المقربين من رسول الله يوم القيامة وقد دل على ذلك الحديث النبوي الشريف (عن سهل بن سعد في صحيح البخاري) قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: “انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين” واشار باصبعيه السبابة والوسطى.

بل بلغت درجة الرفق والرحمة باليتيم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رغب افراد الامة ان يضموا اليتامى الى اولادهم, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم }من ضم يتيما بين ابوين مسلمين الى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة البتة { .

قال جل وعلا في كتابه الحكيم – سورة البقرة “ويسالونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير” , فديننا الحنيف ومنهج نبينا الشريف لا ينظر الى اليتامى والمساكين والارامل على انهم يحتاجون الى متطلبات الحياة المادية فقط بل ينظر اليهم على انهم بشر حرموا من العطف والحنان.

ان الارملة هي المراة التي فقدت زوجها (راعيها ومحتضنها ومؤنسها والمنفق عليها وسكينتها), تتطلب الرعاية و الملاحظة لانها ضعيفة وتحتاج الى من يكف يدها عن السؤال عما في ايدي الناس ويصون ماء وجهها, وتحتاج الى الحنان و الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): }الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله او القائم الليل الصائم النهار { . وقد كان رسول الله اسرع الناس الى تطبيق ما يقول, فقد روى عبد الله بن ابي اوفى ان رسول الله كان لا يانف ولا يستنكف ان يمشي مع الارملة و المسكين فيقضي لهما حاجتهما.

من كل ماتقدم اتساءل عن احوال ايتامنا بعد فقدان الاب او الام او كلاهما, عن حال الارامل بعد رحيل المعيل وتركه حملا كبيرا في عنقها, هل روعيت حقوقها؟؟ هل سنت لهم قوانين تكفل لهم العيش الكريم بعيدا عن السؤال والحاجة والفاقة؟؟ متى نلتفت لهذا الشريحة المعذبة التي اصبحت ظاهرة من الظاهر المالوفة في مجتمعنا الجديد بعد كل المجريات التي مرت, ماذا قدمت الدولة لهم؟ واين دور منظمات المجتمع المدني؟ اسئلة واسئلة اجابتها حاليا …. مؤجلة.

 

 

 

 

                                                              بقلم الاستاذة الدكتورة

                                                              منى طالب ثابت البدري

                                                               كلية التربية الرياضية للبنات

                                                            جامعة بغداد

Comments are disabled.